عن قتادة: قوله: {فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَاراً} ، قال: بلغنا أنهم كانوا يذهب الرجل بابنه إلى نوح فيقول لابنه: احذر هذا لا يغوينك، فأراني قد ذهب بي أبي إليه وأنا مثلك فحذرني كما حذرتك. وقال ابن زيد في قوله:{جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ} لئلا يسمعوا كلام نوح عليه السلام: {وَأَصَرُّوا} ، قال: الإصرار: إقامتهم على الشرك والكفر. وعن مجاهد: قوله: {ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً} قال: الجهار الكلام المعلن به {ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ} قال: صحت {وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً} ، قال: فيما بيني وبينهم. وعن قتادة في قوله:{ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً} إلى قوله: {وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً} قال: رأى نوح
قومًا تجرعت أعناقهم حرصًا على الدنيا، فقال: هلموا إلى طاعة الله، فإن فيها درك الدنيا والآخرة.
وعن مجاهد:{مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً} قال: لا ترون لله عظمة. وقال ابن عباس: ما لكم لا تعظمون الله حق عظمته؟ وقال ابن زيد: الوقار: الطاعة. وعن قتادة:{وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً} طورًا نطفة، وطورًا علقة، وطورًا مضغة، وطورًا عظامًا، ثم كسى العظام لحمًا ثم أنشاه خلقًا آخر أنبت به الشعر، فتبارك الله أحسن الخالقين.