عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يحدّث عن فترة الوحي:«بينا أنا أمشى، سمعت صوتًا من السماء فرفعت رأسي، فإذا أنا بالملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسيّ بين السماء والأرض، فجئشت منه فَرَقًا، وجئت فقلت: زملوني زملوني. فدثروني فأنزل الله:{يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنذِرْ * وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} إلى قوله: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} - قال: - ثم تتابع الوحي» .
وعن قتادة:{قُمْ فَأَنذِرْ} ، أي: أنذر عذاب الله ووقائعه في الأمم وشدّة نقمته. {وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ} ، قال ابن جرير: يقول تعالى ذكره: وربك يا محمد فعظّم بعبادته والرغبة إليه في حاجاتك دون غيره من الآلهة والأنداد. {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} ، قال قتادة: يقول: طهّرها من المعاصي. وعن ابن عباس:{وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} ، قال: من الإِثم ثم قال: نقيّ الثياب في كلام العرب. وعن مجاهد في قوله:{وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} ، قال: عملك فأصلح. وقال ابن زيد: كان المشركون لا يتطهّرون، فأمره أن يتطهّر ويطهّر ثيابه. وعن مجاهد: قوله: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} ، قال: الأوثان. {وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ} ، قال ابن عباس: لا تعط عطيّة تلتمس بها أفضل منها. قال الضحاك: هما ربوان: حلال
وحرام. فأما الحلال: فالهدايا، وأما الحرام: فالربا. وقال: هي