للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عن مجاهد: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ} ، قال: كاشرة. وقال قتادة: كالحة. وقال ابن زيد: عابسة. {تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ} ، قال مجاهد: واهية. وقال قتادة: شر. وقال ابن زيد: تظن أنها ستدخل

النار، قال: تلك الفاقرة. وقال البغوي: الفاقرة الداهية العظيمة، والأمر الشديد يكسر فقار الظهر.

قوله عز وجل: {كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ التَّرَاقِيَ (٢٦) وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (٢٧) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (٢٨) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (٢٩) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (٣٠) فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (٣١) وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى (٣٢) ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (٣٣) أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (٣٤) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (٣٥) أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى (٣٦) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى (٣٧) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (٣٨) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى (٣٩) أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى (٤٠) } .

قال البغوي: {كَلَّا إِذَا بَلَغَتْ} ، يعني: النفس، كناية عن غير مذكور، {التَّرَاقِيَ} تحشرج بها عند الموت {وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ} ، قال ابن جرير: يقول تعالى ذكره: وقال أهله: من ذا يرقيه ليشفيه مما قد نزل به؟ وطلبوا له الأطباء والمداوين، فلم يغنوا عنه من أمر الله الذي قد نزل شيئًا. وعن قتادة: {وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ} ، أي: استيقن. وقال ابن زيد: ليس أحد من خلق الله يدفع الموت ولا ينكره، ولكن لا يدري يموت من ذلك المرض أو من غيره، فالظن كما ها هنا هذا. {وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ} ، قال الحسن: لفهما أمر الله. وقال أبو مالك: هما ساقاه إذا ضمت إحدهما بالأخرى. وقال قتادة: ماتت رجلاه فلا يحملانه إلى شيء، فقد كان عليهما جوالاً. وعن ابن عباس قوله:

{وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ} يقول: آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة، فتلتقي الشدة بالشدة إلا من رحم الله. وقال مجاهد: هو أمر الدنيا والآخرة عند الموت.

<<  <  ج: ص:  >  >>