للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ} قال البغوي: أي: مرجع العباد إلى الله يساقون إليه. وعن قتادة: {فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى} لا صدق لكتاب الله، ولا صلى لله. {وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى} كذب بكتاب الله، وتولى عن طاعة الله. {ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى} ، أي: يتبختر، وهو أبو جهل بن هشام كانت مشيته. قال ابن جرير: ومنه الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا مشت أمتي المطيطاء» ، وذلك أن يلقي الرجل بيديه ويتكفأ. وقال سعيد عن قتادة: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى * ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} وعيد على وعيد كما تسمعون، زعم أن هذا أنزل في عدو الله أبي جهل، ذكر لنا: أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - أخذ بمجامع ثيابه فقال: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى * ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} فقال عدو الله أبو جهل: أيوعدني محمد؟ والله ما تستطيع لي أنت ولا ربك شيئًا، والله لأنا أعز من مشى بين جبليها. قال: فلما كان يوم بدر أشرف عليهم فقال: لا يصد الله بعد هذا اليوم؛ وضرب الله عنقه وقتله شر قتلة.

وعن ابن عباس: قوله: {أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى} ؟ قال: هملاً. وقال مجاهد: لا يؤمر ولا ينهى؟ {أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى} ، قال البغوي: فجعل فيه الروح وسوى خلقه، {فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى * أَلَيْسَ ذَلِكَ}

الذي فعل هذا {بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى} ؟ وعن ابن عباس: أنه مر بهذه الآية: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى} ؟ قال: سبحانك فبلى.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>