قال ابن كثير: يقسم تبارك وتعالى بالسماء وما جعل فيها من الكواكب النيرة، ولهذا قال تعالى:{وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ} ثم قال: {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ} ثم فسره بقوله: {النَّجْمُ الثَّاقِبُ} قال قتادة وغيره: إنما سمي النجم طارقًا لأنه إنما يرى بالليل ويختفي بالنهار. {إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} قال البغوي: ما كل نفس إلا عليها حافظ وهي لغة هذيل يجعلون {لَّمَّا} بمنزلة (إلا) يقولون: نشدتك الله لما قمت أي: إلا قمت. وعن قتادة:{إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ} حفظة يحفظون عملك ورزقك وأجلك، إذا توفيته يا ابن آدم قبضت إلى ربك. وقال الكلبي: حافظ من الله يحفظها ويحفظ قولها وفعلها، حتى يدفعها ويسلمها إلى المقادير، ثم يخلي عنها.
{فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ} ، قال البغوي: أي: فليتفكر من أيّ شيء خلقه ربه {خُلِقَ مِن مَّاء دَافِقٍ} مدفوق: أي: مصبوب في الرحم، وهو: المني. وقال ابن كثير: يخرج دفقًا من الرجل ومن المرأة، فيتولد منهما الولد بإذن الله عز وجل؛