للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولهذا قال: {يَخْرُجُ مِن بَيْنِ

الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ} ، يعني: صلب الرجل، وترائب المرأة وهو صدرها. وقال قتادة: يخرج من بين صلب الرجل ونحره.

{إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ} ، قال: على بعثه وإعادته. {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ} ، قال: إن هذه السرائر مختبرة، فأسروا خيرًا أو أعلنوه إن استطعتم ولا قوة إلا بالله، {فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ وَلَا نَاصِرٍ} ، قال: {مِن قُوَّةٍ} يمتنع بها {وَلَا نَاصِرٍ} ينصره من الله.

قوله عز وجل: {وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ (١١) وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ (١٢) إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ (١٣) وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ (١٤) إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً (١٥) وَأَكِيدُ كَيْداً (١٦) فَمَهِّلِ الْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً (١٧) } .

عن قتادة: قوله: {وَالسَّمَاء ذَاتِ الرَّجْعِ} قال: ترجع بأرزاق العباد كل عام، لولا ذلك هلكوا وهلكت مواشيهم. وقال الضحاك: يعني: المطر. {وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ} قال قتادة: تصدع عن الثمار وعن النبات كما رأيتم. {إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ} ، قال ابن عباس: يقول: حق.

{وَمَا هُوَ بِالْهَزْلِ} قال مجاهد: باللعب، وعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إنها ستكون فتن» ، قلنا: ما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله» . الحديث.

قال ابن كثير: ثم أخبر عن الكافرين بأنهم يكذبون به ويصدون عن سبيله فقال: {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً} ، أي: يمكرون بالناس في دعوتهم إلى خلاف القرآن،

<<  <  ج: ص:  >  >>