قال مجاهد في قوله عز وجل:{وَمَا أَنفَقْتُم مِّن نَّفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُم مِّن نَّذْرٍ فَإِنَّ اللهَ يَعْلَمُهُ} ويحصيه. قال ابن جرير: ثم أوعد جل ثناؤه من كانت نفقته رياء ونذوره طاعة للشيطان فقال: {وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ} .
قال البغوي:(قوله تعالى: {إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ} ، أي: نعمت الخصلة هي، وما في محل الرفع وهي في محل النصب، كما تقول: نعم الرجل رجلاً، فإذا عرفت رفعت، فقلت: نعم الرجل ... زيد، وأصله: نعم ما، فوصلت) . انتهى. قال قتادة: كل مقبول إذا كانت النية صادقة، وصدقة السر أفضل، وذكر لنا:(أن الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار) . وقال ابن عباس:{إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاء فَهُوَ خَيْرٌ لُّكُمْ} فجعل الله صدقة السر في التطوع تفضل علانيها بسبعين ضعفًا، وجعل صدقة الفريضة
علانيتها أفضل من سرها، يقال بخمسة وعشرين ضعفًا، وكذلك جمع الفرائض والنوافل والأشياء كلها.