بعيسى. وقال الضحاك: كان يحيى أول من صدق بعيسى وشهد أنه كلمة من الله، وكان يحيى ابن خالة عيسى، وكان أكبر من عيسى.
وقوله تعالى:{وَسَيِّداً} ، قال قتادة: إي واللهِ، سيد في العبادة، والحلم، والعلم، والورع.
وقوله تعالى:{وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ} قال مجاهد: الحصور الذي لا يأتي النساء - قال بعض المفسرين: وفيه دليل على أن ترك النكاح كان أفضل في تلك الشريعة -.
وقال الشيخ ابن سعدي:{وَسَيِّداً} ، أي: عظيمًا عند الله وعند الخلق، لما جبله الله عليه من الأخلاق الحميدة والعلوم العظيمة والأعمال الصالحة {وَحَصُوراً} ، أي: ممنوعًا بعصمة الله وحفظه ووقايته، من مواقعة المعاصي، فوصفه الله بالتوفيق لجميع الخيرات والحماية من السيئات والزلات، وهذا غاية كمال العبد.
قال ابن كثير: فلما تحقق زكريا، عليه السلام، هذه البشارة أخذ يتعجب من وجود الولد منه بعد الكبر، قال:{رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ} ، أي: الملك {كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} ، أي: هكذا أمر الله عظيم، لا يعجزه شيء ولا يتعاظمه أمر. {قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً} أي: علامة