للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليس علينا فيما أصبنا من أموال العرب سبيل، وقال ابن جريج: بايع اليهود رجال من المسلمين في الجاهلية، فلما أسلموا تقاضوهم ثمن بيوعهم فقالوا: ليس لكم علينا أمانة، ولا قضاء لكم عندنا، لأنكم تركتم دينكم الذي كنتم عليه، وادَّعوا أنهم وجدوا ذلك في كتابهم، فقال الله عز وجل: {وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} ، وعن صعصعة: قلت لابن عباس: إنا نُقِرُّ أهل الكتاب فنصيب من ثمارهم، قال: وتقولون كما قال أهل الكتاب: {لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ} .

وقوله تعالى: {بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} أي: ليس كما قالوا: بل عليهم سبيل، ثم ابتدأ فقال: {مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} ، أي: الذين ائتمروا بأوامر الله واجتنبوا محارمه.

قوله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لاَ خَلاَقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلاَ يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلاَ يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (٧٧) } .

قال عكرمة: نزلت في رؤوس اليهود، وكتموا ما عهد الله إليهم في التوراة، في شأن محمد - صلى الله عليه وسلم - وبدلوه، وكتبوا بأيدهم غيره، وحلفوا أنه من عند الله، لئلا يفوتهم المأكل والرشا التي كانت لهم من أتباعهم، وفي الحديث الصحيح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من اقتطع مال امرئ مسلم بغير حق

لقي الله وهو عليه غضبان، - وقرأ -: {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً ... } » الآية.

قوله عز وجل: {وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللهِ وَمَا هُوَ مِنْ

<<  <  ج: ص:  >  >>