قال ابن إسحاق:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ} ، أي: عن دينكم، فتذهب دنياكم وآخرتكم، بل الله مولاكم إن كان ما تقولون بألسنتكم صدقًا في قلوبكم، وهو خير الناصرين. أي: فاعتصموا به ولا تستنصروا بغيره، ولا ترجعوا على أعقابكم مرتدين عن دينكم.
وقوله تعالى:{سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ} ، قال السدي: لما ارتحل أبو سفيان والمشركون يوم أحد متوجهين نحو مكة، انطلق أبو سفيان حتى بلغ بعض الطريق، ثم أنهم ندموا، فقالوا: بئس ما صنعتم أنكم قتلتموهم حتى إذا لم يبق إلا الشريد تركتموهم، ارجعوا فاستأصلوهم، فقذف الله عز وجل في قلوبهم الرعب فانهزموا، فلقوا أعرابيًا فجعلوا له جُعْلاً، وقالوا له: إن لقيت محمدًا فأخبرهم بما قد جمعنا لهم، فأخبر الله عز وجل رسوله - صلى الله عليه وسلم -، فطلبهم حتى بلغ حمراء الأسد، فأنزل الله عز وجل في ذلك. فذكر أبا سفيان حين أراد أن يرجع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، وما قذف في قلبه من الرعب، فقال:{سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ} .