عن ابن عباس:{وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ} ، فإن أبا سفيان أقبل في ثلاث ليال خلون من شوال حتى نزل أحدًا، وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأذَّن في الناس فاجتمعوا، وأمّر على الخيل الزبير بن العوام ومعه يومئذٍ المقداد بن الأسود الكندي، وأعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اللواء رجلاً من قريش، يقال له: مصعب بن عمير، وخرج حمزة بن عبد المطلب بالجيش، وبعث حمزة بين يديه، وأقبل خالد بن الوليد على خيل المشركين ومعه عكرمة بن أبي جهل، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الزبير وقال: استقبل خالد بن الوليد فكن بإيذائه حتى أؤذنك، وأمر بخيل أخرى فكانوا من جانب آخر، فقال: لا تبرحوا حتى أؤذنكم، وأقبل أبو سفيان يحمل اللات والعزى، فأرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الزبير أن يحمل فحمل على خالد بن الوليد فهزمه ومن معه، فقال:{وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ} ، يقول: تقتلونهم، {حَتَّى إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ} ، وأن الله وعد المؤمنين أن ينصرهم.