قال البغوي: نزلت في اليهود، والمنافقين، وذلك أنهم قالوا لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة: ما زلنا نعرف النقص في ثمارنا ومزارعنا منذ قدم علينا هذا الرجل وأصحابه. وقال ابن زيد في قوله:{وَإِن تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِ اللهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ عِندِكَ} ، فقرأ حتى بلغ:{وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً} ، قال: إن هذه الآيات نزلت في شأن الحرب فقرأ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعاً} ، فقرأ حتى بلغ:{وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُواْ هَذِهِ مِنْ} عند محمد عليه السلام، أساء التدبير وأساء النظر، ما أحسن التدبير ولا النظر. {قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللهِ} ، النصر، والهزيمة. وقال ابن عباس:{قُلْ كُلًّ مِّنْ عِندِ اللهِ فَمَا لِهَؤُلاء الْقَوْمِ لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً} ،