أحصن، فما ترى عليه من العقوبة؟ قال أبو هريرة: فلم يرجع إليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قام وقمنا معه، فانطلق يؤمّ مدارس اليهود حتى أتاهم فوجدهم يتدارسون التوراة في بيت المدارس فقال لهم:«يا معشر اليهود أنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى، ماذا تجدون في التوراة من العقوبة على من زنى وقد أحصن» ؟ قالوا: إنا نجده يحمّم ويجلد، وسكت حبرهم في جانب البيت فلما رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صمته ألظّ به النشدة، فقال حبرهم: اللهم إذ نشدتنا، فإنا نجد عليهم الرجم. فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «فماذا كان أول ما ترخّصتم به أمر الله» ؟ قال: زنى ابن عم ملك فلم يرجمه، ثم زنى رجل آخر في أسرة الناس، فأراد ذلك الملك رجمه فقام دونه قومه فقالوا: والله لا ترجمه حتى ترجم فلانًا ابن عم الملك، فاصطلحوا بينهم عقوبة دون الرجم وتركوا الرجم. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أقضي بما في التوراة» ، فأنزل الله في ذلك:{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} إلى قوله: {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} . رواه ابن جرير.
وعن البراء بن عازب:{يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ} . يقولون: ائتوا محمدًا فإن أفتاكم بالتحميم والجد فخذوه، وإن أفتاكم بالرجم فاحذروا.
وقوله تعالى:{سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ} ، قال الحسن: تلك الحكام سمعوا كذبة، وأكلوا رشوة.