الله عن أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -، فجعل عليهم الدية في النفس والجراح، وذلك تخفيف من ربكم ورحمة؛ {فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ} . قال الشعبي: كفارة لمن تصدق به. وعن أبي السفر قال: دفع رجل من قريش رجلاً من الأنصار فاندقّت ثنيته، فرفعه الأنصاري إلى معاوية، فلما ألحّ عليه الرجل قال معاوية: شأنك وصاحبك قال: وأبو
الدرداء عند معاوية فقال أبو الدرداء: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:«ما من مسلم يصاب بشيء من جسده فيهبه، إلا رفعه الله به درجة وحطّ عنه به خطيئة» . فقال له الأنصاري: أنت سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: سمعته أذناي ووعاه قلبي. فخلّي سبيل القرشيّ. فقال معاوية: مُروا له بمال. رواه ابن جرير. وقال مجاهد: إذا أصاب رجل رجلاً، ولا يعلم المصاب من أصاب، فاعترف له المصيب، فهو كفارة للمصيب.
وقوله تعالى:{وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم} ، أي: النبيين الذين أسلموا من قبلك يا محمد {بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} نبيًا مصدقًا لما بين يديه من التوراة، {وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِّلْمُتَّقِينَ * وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللهُ فِيهِ} ، أي: وأمرنا أهله أن يحكموا بما أنزل الله فيه، {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} ، أي: المخالفون لأمر الله، الخارجون عن طاعته.