قال البغوي: قل يا محمد: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ} أخبركم، {بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ} الذي ذكرتم، يعني قولهم: لم نر أهل دين أقلّ حظًا في الدنيا والآخرة منكم، ولا دينًا شرًا من دينكم، فذكر الجواب بلفظ الابتداء، وإن لم يكن الابتداء شرًا، لقوله:{أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكَ} النار، {مَثُوبَةً} ثوابًا وجزاء، {عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ} ، أي: هو: {مَن لَّعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ} ، يعني: اليهود، {وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ} فالقردة: أصحاب السبت، والخنازير: كفار مائدة عيسى عليه السلام، {وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ} ، أي: جعل منهم عبد الطاغوت، أي: أطاع الشيطان فيما سوّل له، {أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ عَن سَوَاء السَّبِيلِ} .
قال ابن جرير: قل لهم يا محمد: هؤلاء المؤمنون بالله وبكتبه الذين تستهزئون منهم، أَشَرٌ أم مَنْ لعنه الله؟