وقوله تعالى:{وَتَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} ، قال ابن زيد: هؤلاء اليهود، {لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} . {لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ} إلى قوله: {لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ} ، قال: يصنعون ويعملون واحد، قال لهؤلاء حين لم ينتهوا كما قال لهؤلاء حين عملوا. قال ابن عباس: ما في القرآن آية أشدّ توبيخًا من هذه الآية {لَوْلاَ يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَن قَوْلِهِمُ الإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ} الآية. وقال الضحاك: ما في القرآن آية أخوف عندي منها، إنا لا ننهى.
عن ابن عباس: قوله: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ} ، قال: ليس يعنون بذلك أن يد الله موثقة، ولكنهم يقولون: إنه بخيل أمسك ما عنده، تعالى الله عما يقولون علوًا كبيرًا. وقال قتادة: أما قوله: {يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ} قالوا: الله بخيل غير جواد، قال الله:{بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} .
قال ابن كثير:{غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْ} وهكذا وقع لهم، فإن عندهم من البخل، والحسد، والجبن، والذلة أمر عظيم.