قال ابن جرير: واختلف أهل الجدل في تأويل قوله: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ} ، فقال بعضهم: عنى بذلك نعمتاه، وقال آخرون منهم: عنى بذلك القوة، وقال آخرون منهم: بل يد الله صفة من صفاته، هي يد، غير أنها ليست بجارحة كجوارح آدم، وبذلك تظاهرت الأخبار عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال به العلماء وأهل التأويل. انتهى ملخصًا.
قال البغوي: ويد الله صفة من صفات ذاته، كالسمع والبصر والوجه، وقال جل ذكره:{لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} ، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «كلتا يديه يمين» . والله أعلم بصفاته. فعلى العباد فيها الإيمان والتسليم. وقال أئمة السلف من أهل السنَّة في هذه الصفات: أمِرُّوهَا كما جاءت بلا كيف.
وقوله تعالى:{وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيراً مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَاناً وَكُفْراً} ، قال قتادة: حملهم حسد محمد - صلى الله عليه وسلم - والعرب على أن كفروا به، وهم يجدونه مكتوبًا عندهم.