للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قتادة: أولئك أعداء الله اليهود، {كُلَّمَا أَوْقَدُواْ نَاراً لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ} فلن تلقى اليهود ببلد إلا وجدتهم من أذل أهله، لقد جاء الإسلام حين جاءوهم تحت أيدي المجوس أبغض خلقه إليه. وقال السدي: كلما أجمعوا أمرهم على شيء، فرّقه الله وأطفأ حربهم ونارهم وقذف في قلوبهم الرعب.

وقوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُواْ وَاتَّقَوْاْ لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ} ، قال قتادة: يقول: آمنوا بما أنزل الله، واتقوا ما حرم الله.

وقوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم} ، قال ابن عباس: {لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ} ، يعني: لأرسل السماء عليهم مدرارًا، {وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم} تخرج الأرض بركتها.

وقوله تعالى: {مِّنْهُمْ أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ} عن قتادة: قال الله فيهم: {أُمَّةٌ مُّقْتَصِدَةٌ} ، يقول: على كتابه وأمره؛ ثم ذم أكثر القوم فقال: {وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ سَاء مَا يَعْمَلُونَ} . وقال الربيع: إلا مدة المقتصدة الذين لا هم قصّروا في الدين، ولا هم غلوا. والله أعلم.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>