ما يشبّهون على أنفسهم. وقال قتادة: ما لبس قوم على أنفسهم إلا لبس الله عليهم، والَلبس إنما هو من الناس.
وقوله تعالى:{وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} ، قال السدي:{فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُواْ مِنْهُم} من الرسل {مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} ، يقول: وقع بهم العذاب الذي استهزءوا به.
وقوله تعالى:{قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ} ، يقول تعالى: قل يا محمد لهؤلاء المستهزئين بك، المكذبين بما أنزل الله عليك: سيروا في الأرض، فانظروا ديار المكذبين: كعاد، وثمود، وقوم لوط، وغيرهم. قال قتادة: دمّر الله عليهم وأهلكهم، ثم صيرهم إلى النار.
قال ابن جرير: يقول تعالى ذكره لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - قل يا محمد لهؤلاء العادلين بربهم:{لِّمَن مَّا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ} ؟ يقول: لمن ملك ما في السماوات والأرض؟ ثم أخبرهم أن ذلك لله الذي استعبد كل شيء، وقهر كل شيء بملكه وسلطانه، لا للأوثان والأنداد، ولا لما يعبدونه ويتخذونه إلهًا من الأصنام التي لا تملك لأنفسها نفعًا، ولا تدفع عنها ضرًّا.