وقوله:{كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ} ، يقول: قضى أنه بعباده ... رحيم، لا يعجل عليهم بالعقوبة، ويقبل منهم الإِنابة والتوبة. انتهى. وفي الصحيحين عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«إن الله لما خلق الخلق، كتب كتابًا عنده فوق العرش: إن رحمتي تغلب غضبي» .
قال البغوي: اللام فيه لام القسم، والنون نون التأكيد، مجازه واللهِ ... {لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} ، أي: في يوم القيامة {لاَ رَيْبَ فِيهِ} . {الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} ، أي: لا يوحّدون الله ولا يصدقون بوعده ووعيده.
وقال ابن جرير:(يقول تعالى ذكره: ليجمعنّ الله الذين خسروا أنفسهم، يقول: الذين أهلكوا أنفسهم وغبنوها، بادعائهم من الندّ والعديل، فأوبقوها بإيجابهم سخط الله وأليم عقابه في المعاد) . انتهى.
قال ابن جرير: (يقول تعالى ذكره لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم -: قل يا محمد لهؤلاء المشركين العادلين بربهم الأوثانَ والأصنامَ، والمنكرين عليك إخلاص التوحيد لربك، الداعين إلى عبادة الآلهة والأوثان: أشيئًا غيرَ الله تعالى أتخذ وليًّا، أستنصره