الجاهلية، كان أحدهم يقتل ابنته مخافة السباء والفاقة، وجعلوا بحيرة وسائبة ووصيلة وحامًا تحكّمًا من الشياطين في أموالهم. وقال ابن عباس: إذا سرّك أن تعلم جهل العرب، فأقرأ ما فوق الثلاثين والمائة من سورة الأنعام، {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلاَدَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللهُ افْتِرَاء عَلَى اللهِ قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ} .
قال السدي في قوله:{وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ} أما جنات: فالبساتين، وأما المعروشات: فما عرش كهيئة الكرم. وعن ابن جريج: قوله: {مُتَشَابِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ} ، قال: متشابهًا في المنظر، وغير متشابه في الطعم.
وقوله تعالى:{كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} ، قال عطاء: من النخل والعنب والحبّ كله. وقال مجاهد: إذا حضرك المساكين طرحت لهم منه، وإذا أنقيته وأخذت في كيله حثوث لهم منه، وإذا علمت كيله عزلت زكاته.
وقال محمد بن جعفر عن أبيه:{وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} ، قال: شيئًا سوى الحق الواجب.
وعن السدي:{وَلاَ تُسْرِفُواْ} لا تعطوا أموالكم فتقعدوا فقراء. وقال عطاء في قوله:{وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} ينهى عن السرف في كل شيء، ثم تلا:{لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا} .