أخاه وأباه فيقول: قد احترقت، أفض عليّ من الماء، فيقال لهم: أجيبوهم، فيقولون:{إِنَّ اللهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ} .
وعن مجاهد:{فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَذَا} ، قال: نسوا في العذاب. وقال ابن عباس: نتركهم من الرحمة كما تركوا أن يعملوا للقاء يومهم هذا، وقال نسيهم الله من الخير ولم ينسهم من الشر.
وقال ابن جرير: وتأويل الكلام: فاليوم نتركهم في العذاب، كما تركوا العمل في الدنيا للقاء الله يوم القيامة وكما كانوا بآيات الله يجحدون.
عن قتادة:{هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ} عاقبته. وقال مجاهد: جزاؤه. وقال الربيع بن أنس: فلا يزال يقع تأويله أمرًا بعد أمر حتى يأتي تأويله يوم القيامة، ففي ذلك أنزل:{هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ} حيث أثاب الله تبارك وتعالى أولياءه وأعداءه ثواب أعمالهم. {يقول} يومئذٍ {الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} الآية. وقال مجاهد:{نَسُوهُ} أعرضوا عنه.
وقوله تعالى:{قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} ، قال ابن كثير: أي: خسروا أنفسهم بدخولهم النار وخلودهم فيها، ... {وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} ، أي: ذهب عنهم ما كانوا يعبدونهم من دون الله، فلا يشفعون فيهم، ولا ينقذونهم مما هم فيه. والله أعلم.