للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخاه وأباه فيقول: قد احترقت، أفض عليّ من الماء، فيقال لهم: أجيبوهم، فيقولون: {إِنَّ اللهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ} .

وعن مجاهد: {فَالْيَوْمَ نَنسَاهُمْ كَمَا نَسُواْ لِقَاء يَوْمِهِمْ هَذَا} ، قال: نسوا في العذاب. وقال ابن عباس: نتركهم من الرحمة كما تركوا أن يعملوا للقاء يومهم هذا، وقال نسيهم الله من الخير ولم ينسهم من الشر.

وقال ابن جرير: وتأويل الكلام: فاليوم نتركهم في العذاب، كما تركوا العمل في الدنيا للقاء الله يوم القيامة وكما كانوا بآيات الله يجحدون.

قوله عز وجل: {وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَى عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (٥٢) هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء

فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ (٥٣) } .

عن قتادة: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ} عاقبته. وقال مجاهد: جزاؤه. وقال الربيع بن أنس: فلا يزال يقع تأويله أمرًا بعد أمر حتى يأتي تأويله يوم القيامة، ففي ذلك أنزل: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ} حيث أثاب الله تبارك وتعالى أولياءه وأعداءه ثواب أعمالهم. {يقول} يومئذٍ {الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ} الآية. وقال مجاهد: {نَسُوهُ} أعرضوا عنه.

وقوله تعالى: {قَدْ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} ، قال ابن كثير: أي: خسروا أنفسهم بدخولهم النار وخلودهم فيها، ... {وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ} ، أي: ذهب عنهم ما كانوا يعبدونهم من دون الله، فلا يشفعون فيهم، ولا ينقذونهم مما هم فيه. والله أعلم.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>