قال أبو بكر الهذلي: فلما نزلت: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} ، قال إبليس: أنا من الشيء، فنزعها الله من إبليس؛ قال:{فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ} فقال اليهود: نحن نتّقي، ونؤتي الزكاة، ونؤمن بآيات ربنا، فنزعها الله من إبليس ومن اليهود، وجعلها لهذه الأمة. وعن الحسن، وقتادة في قوله:{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} قالا: وسعت في الدنيا البرّ والفاجر، وهي يوم القيامة
للذين اتقو خاصة. وعن ابن عباس:{فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ} ، يعني: الشرك. وقال قتادة: يتّقون معاصي الله.
وعن عطاء بن يسار قال: لقيت عبد الله بن عمرو فقلت: أخبرني عن صفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في التوراة، قال: (أجل، والله إنه لموصوف في التوراة كصفته في القرآن {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً} ، وحرزًا للأميّيّن أنت عبدي ورسولي، سمّيتك المتوكّل، ليس بفظّ ولا غليظ ولا صخّاب في الأسواق، ولا يجزي بالسّيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح، ولن نقبضه حتى نقيم به الملّة