للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِالْكِتَابِ} ، أي: اعتصموا به واقتدوا بأوامره، وتركوا زواجره {وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ} .

وقال في (جامع البيان) : (أي أجرهم لإصلاحهم) . انتهى.

وفي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «بدأ الإِسلام غريبًا وسيعود غريبًا كما بدأ، فطوبى للغرباء» . قيل: من هم؟ قال: «الذين يصلحون إذا فسد الناس» . وفي رواية: «الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي» .

قوله عز وجل: {وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (١٧١) } .

عن ابن عباس: قوله: {وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ} فقال لهم موسى: {خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ} ، يقول: من العمل بالكتاب، وإلا خرّ عليكم الجبل فأهلككم، فقالوا: بل نأخذ ما آتانا الله بقوة، ثم نكثوا بعد ذلك. وقال قتادة: نزعه الله من أصله ثم جعله فوق رؤوسهم فقال: لتأخذنّ أمري أو لأرمينّكم به. وقال الحسن: لما نظروا إلى الجبل، خرّ كل رجل ساجدًا على حاجبه الأيسر، ونظر بعينه اليمنى فَرَقًا من أن يسقط عليه، ولذلك ليس في الأرض يهودي يسجد إلا على حاجبه الأيسر، يقولون: هذه السجدة التي رُفعت عنا بها العقوبة. والله أعلم.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>