وعن مجاهد في قوله:{خُذِ الْعَفْوَ} ، قال: عفو أخلاق الناس وعفو أمورهم. وعن قتادة:{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} قال: أخلاق أمر الله بها نبيه - صلى الله عليه وسلم - ودلّه عليها. وعن ابن عباس قال: ... (استأذن الحرّ بن قيس لعيينة بن حصن عند عمر بن الخطاب، فأذن له فدخل عليه فقال: ياابن الخطاب فوالله ما تعطينا الجزل، ولا تحكم بيننا بالعدل، فغضب عمر حتى همّ أن يوقع به، فقال له الحرّ يا أمير المؤمنين إن الله تعالى قال لنبيه - صلى الله عليه وسلم -: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} ، وإن هذا من الجاهلين، والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه وكان وقّافًا عند كتاب الله عز وجل) . رواه البخاري.
وقال ابن زيد في قوله:{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} ، قال: فكيف بالغضب يا رب؟ قال:{وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} . وعن مجاهد في قوله: ... {طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ} قال: الغضب. وعن السدي:{إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ} ، يقول: إذا زلّوا تابوا.
وعن ابن عباس:{وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ} ، قال: لا الإِنس يقصرون عما يعملون من السيئات، ولا الشياطين تمسك عنهم.