للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنفسهم مكروه من أرادهم بكسر ونحوه؛ ثم خاطب المؤمنين فقال: {وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى} وإن تدعو المشركين إلى الإِسلام لا يتّبعوكم، {سَوَاء عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ} إلى الدين، {أَمْ أَنتُمْ صَامِتُونَ} عن دعائهم لا يؤمنون.

{إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ} يعني: الأصنام {عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ} يريد: أنها مملوكة {فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} أنها: آلهة.

{أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا} ؟ أراد أن قدرة المخلوقين تكون بهذه الجوارح والآلات وليست للأصنام، فأنتم مفضّلون عليها، فكيف تعبدون من أنتم أفضل وأقدر منهم، {قُلِ ادْعُواْ شُرَكَاءكُمْ} يا معشر المشركين، {ثُمَّ كِيدُونِ} أنتم وهم، {فَلاَ تُنظِرُونِ} . أي: لا تمهلوني.

{إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ} ، يعني: القرآن، {وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ * وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ * وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَسْمَعُواْ} يعني: الأصنام {وَتَرَاهُمْ} يا محمد {يَنظُرُونَ إِلَيْكَ} ، يعني: الأصنام، {وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ} هذا قول المفسرين. وقال الحسن: {وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى} يعني: المشركين {لاَ يَسْمَعُواْ} لا يعقلون ذلك بقلوبهم، {وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ} بأعينهم {وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ} بقلوبهم) . انتهى ملخصًا.

قوله عز وجل: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ (١٩٩) وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ

(٢٠٠) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ (٢٠١) وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ (٢٠٢) } .

<<  <  ج: ص:  >  >>