قال ابن إسحاق: ثم ذكر قول قريش: إنا أهل الحرم، وسقاة الحاج، وعمّار هذا البيت ولا أحد أفضل منا، قال:{إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} ، أي: أن عمارتكم ليست على ذلك، {إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللهِ} ، أي: من عمرها بحقها، {مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللهَ} فأولئك عمارها، {فَعَسَى أُوْلَئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ الْمُهْتَدِينَ} . (وعسى) من الله حق.
وعن ابن عباس: قوله: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} ، قال العباس بن عبد المطلب حين أسر يوم
بدر: لئن كنتم سبقتمونا بالإِسلام والهجرة والجهاد، لقد كنا نعمر المسجد الحرام ونسقي الحاجّ ونفكّ العاني، قال الله:{أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ} إلى قوله: {الظَّالِمِينَ} ، يعني: أن ذلك كان في الشرك، ولا أقبل ما كان في الشرك.