للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال السدي: افتخر عليّ، وعباس، وشيبة بن عثمان، فقال العباس: أنا أفضلكم، أنا أسقي حجّاج بيت الله، وقال شيبة: أنا أعمر مسجد الله، وقال عليّ: أنا هاجرت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وجاهدت معه في سبيل الله، فأنزل الله: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ} إلى: {نَعِيمٌ مُّقِيمٌ} . وعن جابر بن عبد الله قال: (إذا دخل أهل الجنة الجنة قال الله سبحانه: أعطيكم أفضل من هذا، فيقولون: ربنا أيّ شيء أفضل من هذا؟ قال: رضواني) .

قوله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ آبَاءكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاء إَنِ اسْتَحَبُّواْ الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (٢٣) قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (٢٤) } .

قال البغوي: لما نزلت الآية الأولى قال الذين أسلموا ولم يهاجروا: إن نحن هاجرنا ضاعت أموالنا وذهبت تجارتنا وخرجت دورنا وقطّعنا أرحامنا. فنزلت: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ} الآية. والله أعلم.

قوله عز وجل: {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ

<<  <  ج: ص:  >  >>