وعن قتادة:{ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ} قال: لأسرعوا خلالكم {يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ} بذلك، {وَفِيكُمْ} من يسمع كلامهم. {لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ} ، قال ابن إسحاق: أي: ليخذلوا عنك أصحابك ويردّوا عليك أمرك، {حَتَّى جَاء الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَارِهُونَ} .
وعن ابن عباس:{وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي} ، قال: هو الجد بن قيس قال: قد علمت الأنصار أني إذا رأيت النساء لم أصبر حتى أفتتن، ولكن أعينك بمالي.
وقوله تعالى:{أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ} ، قال ابن إسحاق: أي: إن كان إنما يخشى من نساء بني الأصفر وليس ذلك به، فما سقط فيه من الفتنة بتخلّفه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والرغبة بنفسه عن نفسه أعظم.
وقال البغوي:{أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ} أي: في الشرك والإِثم وقعوا، بنفاقهم وخلافهم أمر الله ورسوله، {وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ} .
عن قتادة: قوله: {إِن تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ} إن كان فتح للمسلمين كَبُر ذلك عليهم وساءهم، {وَإِن تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُواْ قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِن قَبْلُ} ، قال مجاهد: حذرنا.