عن قتادة: قوله: {لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً} إلى قوله: {لَكَاذِبُونَ} أنهم يستطيعون الخروج، ولكن كانت ثبطة من عند أنفسهم والشيطان، وزهادة في الخير.
وعن مجاهد:{عَفَا اللهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ} ، قال: ناس قالوا: استأذنوا رسول الله، فإن أذن لكم فاقعدوا، وإن لم يأذن لكم فاقعدوا. وقال قتادة: عاتبه كما تسمعون، ثم أنزل الله التي في سورة النور، فرخّص له في أن يأذن لهم إن شاء. انتهى.
قلت: نزول هذه الآية بعد نزول آية النور، لأنها نزلت في غزوة تبوك، وآية النور نزلت في الخندق وهو في سنة خمس. والله أعلم.
قال ابن عيينة: انظروا إلى هذا اللطف بدأ بالعفو قبل أن يخبره بالذنب.
وعن ابن عباس: قوله: {لاَ يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} فهذا تعيير للمنافقين حين استأذنوا في القعود عن الجهاد من غير عذر، وعذر الله المؤمنين فقال: لم يذهبوا حتى يستأذنوه.
وقوله تعالى:{وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ} ، قال ابن إسحاق: كان الذين استأذنوه فيما بلغني من ذوي الشرف، منهم: عبد الله بن أبيّ ابن سلول والجد بن قيس، وكانوا أشرافًا في قومهم، فثبّطهم الله لعلمه بهم، أن يخرجوا معه فيفسدوا عليه جنده.