للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٤٧) لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاء الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَارِهُونَ (٤٨) وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (٤٩) } .

عن قتادة: قوله: {لَوْ كَانَ عَرَضاً قَرِيباً} إلى قوله: {لَكَاذِبُونَ} أنهم يستطيعون الخروج، ولكن كانت ثبطة من عند أنفسهم والشيطان، وزهادة في الخير.

وعن مجاهد: {عَفَا اللهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ} ، قال: ناس قالوا: استأذنوا رسول الله، فإن أذن لكم فاقعدوا، وإن لم يأذن لكم فاقعدوا. وقال قتادة: عاتبه كما تسمعون، ثم أنزل الله التي في سورة النور، فرخّص له في أن يأذن لهم إن شاء. انتهى.

قلت: نزول هذه الآية بعد نزول آية النور، لأنها نزلت في غزوة تبوك، وآية النور نزلت في الخندق وهو في سنة خمس. والله أعلم.

قال ابن عيينة: انظروا إلى هذا اللطف بدأ بالعفو قبل أن يخبره بالذنب.

وعن ابن عباس: قوله: {لاَ يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} فهذا تعيير للمنافقين حين استأذنوا في القعود عن الجهاد من غير عذر، وعذر الله المؤمنين فقال: لم يذهبوا حتى يستأذنوه.

وقوله تعالى: {وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ} ، قال ابن إسحاق: كان الذين استأذنوه فيما بلغني من ذوي الشرف، منهم: عبد الله بن أبيّ ابن سلول والجد بن قيس، وكانوا أشرافًا في قومهم، فثبّطهم الله لعلمه بهم، أن يخرجوا معه فيفسدوا عليه جنده.

<<  <  ج: ص:  >  >>