للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال ابن زيد: {سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ} ، قال: أما عذاب الدنيا: فالأموال والأولاد وقرأ قول الله: {فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} بالمصائب فيهم، هي لهم عذاب، وفي المؤمنين أجر.

وقوله تعالى: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} ، قال ابن زيد: هم الثمانية اللذين ربطوا أنفسهم بالسواري، منهم: كردم، ومرداس، وأبو لبابة. وقال قتادة: كانوا تخلّفوا عن غزوة تبوك. وقال ابن أبي ذئب: سمعت أبا عثمان يقول: ما في القرآن آية أرجى عندي بهذه الأمة من قوله: {وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ} إلى: {إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} . وعن ابن عباس قال: (جاؤوا بأموالهم - يعني: أبا لبابة وأصحابه - حين أطلقوا، فقالوا: يا رسول الله هذه أموالنا فتصدّق بها عنا واستغفر لنا، قال: «ما أمرت أن آخذ من أموالكم شيئًا،» فأنزل الله: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا} ، يعني بالزكاة: طاعة الله والإِخلاص، {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} ، يقول: استغفر لهم، {إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ} ، يقول: رحمة لهم) .

وعن عبد الله بن أبي أوفى قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أُتي بصدقة قوم صلّى عليهم، فأتاه أبي بصدقته فقال: «اللهم صلِّ على آل أبي أوفى» . رواه مسلم. وعن ابن مسعود قال: إن الصدقة تقع في يد الله قبل أن تقع في يد السائل، ثم قرأ: {أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} ، قال ابن عباس: يعني: إن استقاموا. وعن مجاهد: {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} ، قال: هذا وعيد

<<  <  ج: ص:  >  >>