وقوله تعالى:{وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ} ، أي: مؤخّرون {لِأَمْرِ اللهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} ، قال مجاهد: هم هلال بن أمية، ومرارة بن الربيع، وكعب بن مالك. وقال الضحاك: هم الثلاثة الذين خلّفوا عن التوبة، يريد غير أبي لبابة وأصحابه، ولم ينزل الله عذرهم فضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وكان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهم فرقتين: فرقة تقول: هلكوا حين لم ينزل الله فيهم ما أنزل في أبي لبابة وأصحابه، وتقول فرقة أخرى: عسى الله أن يعفو عنهم، وكانوا مرجئين لأمر الله، ثم أنزل الله رحمته ومغفرته، فقال:{وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ} الآية.
عن ابن عباس:{وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً} وهم أناس من الأنصار ابتنوا مسجدًا فقال لهم أبو عامر: ابنو مسجدكم واستعدّوا بما استطعتم من قوة ومن سلاح، فإني ذاهب إلى قيصر مالك الروم فآتي بجند من الروم، فأخرج محمدًا وأصحابه، فلما فرغوا من مسجدهم أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: قد فرغنا من بناء مسجدنا فنحبّ أن تصلّي فيه وتدعو لنا بالبركة، فأنزل الله: {لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ