للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بِسُورَةٍ مِّثْلِهِ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللهِ} ليعينوكم على ذلك {إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} أن محمدًا افترأه {بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِ} ، يعني: لما رأوا القرآن مشتملاً على أمور ما عرفوا حقيقتها، سارعوا بجهلهم إلى التكذيب {وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ} ، أي: عاقبة ما وعد الله في القرآن {كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ} آخر أمرهم بالهلاك.

{وَمِنهُم مَّن يُؤْمِنُ بِهِ} أي: من قومك من يؤمن بالقرآن، {وَمِنْهُم مَّن لاَّ يُؤْمِنُ بِهِ} لعلم الله السابق فيهم إنهم لا يؤمنون، {وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ} .

{وَإِن كَذَّبُوكَ فَقُل لِّي عَمَلِي} وجزاؤه {وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ} وجزاؤه {أَنتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ} .

{وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ} بأسماعهم الظاهرة فلا ينفعهم، {أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ} ؟ فإن الأصم العاقل ربما يتفرّس. ... {وَمِنهُم مَّن يَنظُرُ إِلَيْكَ} ويعاينون أدلّة صدقك لكن لا يصدّقون، ... {أَفَأَنتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يُبْصِرُونَ} ؟ أي: أفتطمع أنك تقدر على فاقد البصر والبصيرة؟ فإن العمى مع الحمق جهد البلاء، {إِنَّ اللهَ لاَ يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئاً وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} بالكفر والمعاصي.

قوله عز وجل: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ كَأَن لَّمْ يَلْبَثُواْ إِلاَّ سَاعَةً مِّنَ النَّهَارِ يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللهِ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ (٤٥) وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ (٤٦) وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ فَإِذَا جَاء رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ (٤٧) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (٤٨) قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً إِلاَّ مَا شَاء اللهُ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاء أَجَلُهُمْ فَلاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ (٤٩) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ

<<  <  ج: ص:  >  >>