وقال الضحاك في قوله تعالى:{فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْأَلِ الَّذِينَ يَقْرَؤُونَ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكَ} ، يعني: أهل التقوى وأهل اليمان من أهل الكتاب ممن أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقال قتادة: بلغنا أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال:«لا أشكّ ولا أسأل» .
قال ابن كثير: وهذا فيه تثبيت للأمة وإعلام لهم أن صفة نبيهم - صلى الله عليه وسلم - موجودة في الكتب المتقدمة.
وعن مجاهد في قوله:{إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ} قال: حقّ عليهم سخط الله بما عصوه.
وعن ابن عباس: قوله: {فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا} ، يقول: لم تكن قرية آمنت ينفعها الإيمان إذا نزل بها بأس الله إلا قرية يونس. وعن سعيد بن جبير قال: لما أرسل يونس إلى قومه يدعوهم إلى الإسلام وترك ما هم عليه، قال: فدعاهم فأبوا، فقيل له: أخبرهم أن العذاب مصبّحهم فقالوا: إنا لم نجرب عليه كذبًا، فانظروا فإن بات فيكم فليس بشيء، وإن لم يبت فاعلموا أن العذاب مصبّحكم. فلما كان في جوف الليل أخذ مخلاته فتزوّد فيها شيئًا ثم خرج، فلما أصبحوا تغشّاهم العذاب كما يتغشّى الإنسان الثوب في القبر، ففرقوا بين الإنسان وولده، وبين البهيمة وولدها، ثم عجّوا إلى الله فقالوا: آمنا بما جاء به يونس وصدّقنا،
فكشف الله عنهم العذاب، فخرج يونس ينظر العذاب فلم ير شيئًا. قال جربّوا عليّ كذبًا، فذهب مغاضبًا لربه حتى أتى البحر.