وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} الآية، إلى أن قال: وذلك أن المؤمن عنده من الفطرة ما يشهد للشريعة من حيث الجملة، والتفاصيل تؤخذ من الشريعة والفطرة تصدّقها وتؤمن بها، ولهذا قال تعالى:{أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ} وهو القرآن بلّغه جبريل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى أمته.
وقال البغوي: قيل: في الآية حذف. ومعناه: أفمن كان على بيّنة من ربه كمن يريد الحياة الدنيا وزينتها، أو كمن هو في الضلالة والجهالة. وعن
سعيد بن جبير قال: كنت لا أسمع بحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - على وجهه إلا وجدت تصديقه في القرآن فبلغني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني فلا يؤمن بي إلا دخل النار» . فجعلت أقول أين مصداقه في كتاب الله؟ حتى وجدت هذه الآية:{وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ} ، قال: من الملل كلها، {فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ} .