للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[الشبهة الرابعة عشرة:]

قال النبهاني: [إن رفض الرسول أن يفعل فعلاً ليس بنهي فلا يدل على النهي عن المصافحة وإنما هو امتناع منه عن مباح من المباحات ... ] إلى أن قال: [وكما تجنب أكل الضب والأرنب وأمثال ذلك]. (١)

والجواب: إن امتناع النبي - صلى الله عليه وسلم - عن المصافحة ليس كامتناعه عن مباح من المباحات لأن إباحة الأرنب مثلاً ونحوه ثابتة وجماهير علماء المسلمين على إباحته وأما امتناعه عن مصافحة النساء فإنه امتناع عن محرم لأن الأحاديث واضحة في إثبات هذه الحرمة (٢)، والرسول - صلى الله عليه وسلم - امتنع عن مصافحة النساء في حال البيعة مع أن المعروف في البيعة أن تكون مصافحة ومعاقدة بالأيدي ليدل أبلغ دلالة على تحريم مصافحة النساء، وإذا كان هو - صلى الله عليه وسلم - وهو المعصوم النقي التقي قد امتنع عن ذلك فمن باب وأولى أن يمتنع المسلمون عن المصافحة.


(١) الشخصية الإسلامية ٣/ ١٠٨.
(٢) حكم الإسلام في مصافحة المرأة الأجنبية ص ١٠٦.

<<  <   >  >>