إن دعواكم بأن حديث أم عطية نص في المصافحة دعوى لا ينقضي منها العجب وهي دعوى عريضة ينقصها الدليل ويعوزها البرهان، ومستغربة أشد الاستغراب، ولا أدري كيف يكون حديث أم عطية نصاً في المصافحة ولا ذكر للمصافحة فيه بحال من الأحوال.
وكيف يكون نصاً في المصافحة في البيعة كما زعمتم، وعائشة وعبد الله بن عمرو وأميمة بنت رقيقة - التي حضرت البيعة - يقولون إن النبي - صلى الله عليه وسلم - بايع النساء دون مصافحة؟
وكيف يكون نصاً في المصافحة في البيعة وأنتم تقولون إن امتناع الرسول عليه الصلاة والسلام عن المصافحة امتناع منه عن مباح، فأنتم قد أثبتم أنه عليه الصلاة والسلام لم يصافح النساء في البيعة وتقولون هنا أن حديث أم عطية نص في المصافحة فما هذا التناقض؟
[الشبهة الثانية:]
قال النبهاني عن حديث أم عطية: [فهذا حديث يدل على أن الرسول بايع النساء بالمصافحة بدليل قوله: (فقبضت امرأة منا يدها) فإن معناها أن النساء الأخريات اللواتي معها لم يقبضن أيديهن، يعني أنهن بايعن بأيديهن، أي بالمصافحة، وحديث أميمة يقول:(إني لا أصافح النساء) وعائشة تقول: (ما مست يده يد امرأة) وفي هذا تعارض فيكون حديث البيعة بالمصافحة يتعارض مع حديث أنه لم يصافح النساء]. (١)