إن الروايات الثابتة والصريحة الواردة في بيعة النبي - صلى الله عليه وسلم - للنساء تؤكد أن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يصافح النساء في البيعة فمن ذلك ما سبق من حديث عائشة حيث قالت:(لا والله ما مست يد رسول الله يد امرأة قط غير أنه بايعهن بالكلام).
وكذلك ما ورد عن عبد الله بن عمرو أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان لا يصافح النساء في البيعة، وما ورد في حديث أميمة بنت رقيقه حيث قالت: هلم نبايعك، قال سفيان - أحد رواة الحديث - تعني صافحنا، فقال رسول الله:(إني لا أصافح النساء) فقول النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا قاله في البيعة، فتأويل حديث أم عطية يتناقض مع قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقوله عليه الصلاة والسلام مقدم على قول غيره في جميع الأحوال.
وكذلك ما ورد في إحدى روايات حديث أميمة السابق:(قالت: ولم يصافح رسول الله منا امرأة).
فهذه الأدلة الصحيحة الصريحة تثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يصافح أحداً من النسوة في البيعة، فلا ينبغي لمسلم أن يترك
هذه الأدلة ويتمسك بتأويل فاسد لحديث أم عطية، وخاصة أن المصافحة لم تذكر في ذلك الحديث أصلاً، ويزعم أن النصوص متعارضة.
قال الشيخ الألباني:[وجملة القول أنه لم يصح عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أنه صافح امرأة قط، حتى ولا في المبايعة، فضلاً عن المصافحة عند الملاقاة، فاحتجاج البعض لجوازها بحديث أم عطية الذي ذكرته مع أن المصافحة لم تذكر فيه وإعراضه عن الأحاديث الصريحة في تنزهه - صلى الله عليه وسلم - عن المصافحة لأمر لا يصدر عن مؤمن مخلص]. (١)