للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إن الناظر في هذه الروايات الثلاث لحديث أم عطية: رواية البخاري ورواية مسلم ورواية النسائي يظهر له أن المراد بقول أم عطية: (فقبضت امرأة منا يدها) التأخر عن قبول المبايعة، فلم تقبل المبايعة مباشرة ولكن أخرتها حتى تذهب لإسعاد المرأة التي أسعدتها في الجاهلية. انظر إلى قولها: (ثم أجيئك فأبايعك).

وقد ذكر الحافظ ابن حجر أن أم عطية لما قالت: (فقبضت امرأة منا يدها) أنها كانت تقصد نفسها، قال الحافظ: [وفي رواية النسائي قلت أن امرأة أسعدتني في الجاهلية ... وتبين أن أم عطية في رواية عبد الوارث أبهمت نفسها]. (١)

يقصد رواية البخاري المذكورة سابقاً لحديث أم عطية، فقد قال البخاري: [حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا أيوب عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية الحديث]. (٢)

ومن المعلوم أن الحادثة واحدة مع أم عطية فعبرت مرة بقولها: (فقبضت امرأة منا يدها) ومرة بقولها: (فقلت:

يا رسول الله إلا آل فلان فإنهم كانوا أسعدوني في الجاهلية) ومرة قالت: (إن امرأة أسعدتني في الجاهلية ... ثم أجيئك فأبايعك).

ثم نقول إن حديث أم عطية ليس فيه ذكر للمصافحة أصلاً حتى تزعموا أن قبض اليد معناه الامتناع عن المصافحة.

وبهذا يظهر لكل منصف أن تأويل النبهاني لحديث أم عطية تأويل باطل مردود رواية ودراية.


(١) فتح الباري ١٠/ ٢٦٢.
(٢) صحيح البخاري مع فتح الباري ١٠/ ٢٦٢.

<<  <   >  >>