أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الْحَجُّ الْمَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ أَجْرٌ , إِلَّا الْجَنَّةُ»
١٦٥٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُجَاشِعِيُّ الْأَصْفَهَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَعْقُوبَ الْكَرْمَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُطِيعٍ قَاضِي بَلْخَ، عَنِ الْحَسَنِ يَعْنِي ابْنَ عُمَارَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ طَاوُسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِمِنًى: «لَوْ يَعْلَمُ أَهْلُ الْجَمْعِ بِمَنْ حَلُّوا , أَوْ بِمَنْ نَزَلُوا، لَاسْتَبْشَرُوا بِالْفَضْلِ مِنْ رَبِّهِمْ بَعْدَ الْمَغْفِرَةِ»
١٦٥٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بُهْلُولٌ الْأَنْبَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزْنِيُّ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ , وَأَنَا عِنْدَهُ، فَقَالَ: يَا أَبَا حَمْزَةَ إِنِّي رَجُلُ ضَرُورَةٍ , لَمْ أَحُجَّ قَطُّ , فَعَلِّمْنِي مِمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ مِنْ أَمْرِ الْحَجِّ، فَقَالَ: نَعَمْ، أَمَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ شَيْءٌ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: أَتَقْرَأُ {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} [العاديات: ١] {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا {١} فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا {٢} فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا {٣} فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا {٤} فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا} [العاديات: ١-٥] ثُمَّ قَالَ: أتَدَرِي مَا هَذِهِ الْعَادِيَاتِ ضَبْحًا؟ : الدَّفْعُ يَوْمَ عَرَفَةَ، وَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا: هِيَ الْمُزْدَلِفَةُ، وَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا: السُّنَّةُ أَنْ لَا يَنْفِرَ حَتَّى يُصْبِحَ.
{فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا {٤} فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا} [العاديات: ٤-٥] يَوْمُ مِنًى.
ثُمَّ قَالَ مُحَمَّدٌ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {وَالْفَجْرِ {١} وَلَيَالٍ عَشْرٍ {٢} وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ {٣} وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ {٤} هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ} [الفجر: ١-٥] ثُمّ قَالَ: أَتَدْرِي مَا هَذَا؟ ثُمَّ قَالَ: هَذَا تَمَامُ حَجِّكَ الَّذِي غَدَوْتَ فِيهِ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ , وَرَمَيْتَ فِي آخِرِ أَيَّامِ الْعَشْرِ.
{وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} [الفجر: ٣] مَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ، وَمَنْ تَأَخَّرَ , فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى.
قَالَ: الْمُزْنِيُّ: فَمَا {وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ} [الفجر: ٤] قَالَ: هَذِهِ الْإِقَامَةُ أَسْرِ يَا سَارِي , فَلَا تَبِيتَنَّ إِلَّا بِمِنًى , وَإِذَا رَمَيْتَ الْجَمْرَةَ , وَحَلَلْتَ فَقَدْ فَرَغْتَ مِنْ حَجِّكَ , إِلَّا النِّسَاءَ الطِّيبَ , حَتَّى تَطُوفَ بِالْبَيْتِ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ضُرَيْسٍ: فَقَالَ: أَعْرَابِيٌّ بِالْمَوْقِفِ: إِنِّي كُنْتُ مَدَدْتُ يَدَيَّ إِلَيْكَ رَاغِبًا، فَطَالَ مَا كَفَيْتَنِي سَاهِيًا، نَعْمَاكَ، تَظَاهَرَ عَلَيَّ عِنْدَ الْغَفْلَةِ، فَكَيْفَ آيَسُ مِنْكَ عَنِ الرَّجْعَةِ؟ لَسْتُ أَقْطَعُ رَجَاءَكَ مِنْ عَظِيمِ أَيَّامِي , وَإِنْ كُنْتُ لَا أَصِلُ إِلَيْكَ إِلَّا بِكَ.
١٦٥٨ - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَتِيقِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ مِقْسَمٍ الْمُقْرِيُّ الْعَطَّارُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ الصَّلْتِ بْنِ الْمُغَلِّسِ الْحَامِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ كَيْنٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْزُوقٌ أَبُو بَكْرِ بْنُ طَلْحَةَ كَذَا فِي كِتَابِي، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: " مَا مِنْ أَيَّامٍ أَفْضَلُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ أَيَّامِ عَشْرِ ذِي الْحِجَّةِ، قَالُوا يَا نَبِيَّ اللَّهِ: وَلَا مِثْلِهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؟ قَالَ: لَا مَنْ عَفَّرَ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ، وَإِنْ كَانَ يَوْمُ عَرَفَةَ , يَنْزِلُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا , فَيُبَاهِي بِكُمُ الْمَلَائِكَةَ، فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عِبَادِيَ أَتَوْنِي شُعْثًا غُبْرًا , أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ أَيْ رَبِّ: فِيهِمْ فُلَانٌ وَفُلَانَةٌ مُرَاهِقٌ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: فَمَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ عَتِيقٍ مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ "