(٢) االسابق:١ /١٠-١١ (٣) - إذا ما كانت عناية عبد القاهر بالعلائق النحوية في بناء الجملة عناية جلية بالغة فليس معنى هذا أنه كان بالواقف عند ذلك غير متجاوزه أو الذاهب إلى أنّه ليس من وراء هذا المستوى من التعلق بين مكونات الكلام مستوى آخر بل إنك إذا نظرت في كتابه: (دلائل الإعجاز) رأيت موقفا له من بيان للجاحظ في مقدمة كتاب الحيوان يقول فيه: ((جنبك الله الشبهة وعصمك من الحيرة ... إلخ)) لم يجعله من النظم الذي تجب به الفضيلة (دلائل: ص٩٧-٩٨) على الرغم من أنّ كلّ جملة قائمة من نظم تركيبي عالٍ توخي فيها معاني النحو فيما بين معاني كلمها، وإن افتقرت فيما بين الجمل إلى النظم الترتيبي الذي عماده السياق والغرض المنصوب له الكلام فأنت تملك تقديم جملة على جملة دون ان يتهدم البناء.