للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فمعاني النحو المتوخاة بين معاني الكلم في بناء الجملة أمرٌ موضوعيٌّ متعينٌ وإن تعددت الوجوه، وما كان كذلك كان أمرُه أيسرَ بالنسبة إلى ما لم يكن مردُّه إلى معيار موضوعي كالنظم التركيبيِّ، فإنّ مردَّه سياقيّ قصديّ أي راجع إلى سياق الكلام على اتساع دوائره:

دائرة بناء الآية، ودائرة بناء المعقد ودائرة بناء السورة ودائرة بناء البيان القرآنيّ كله

وكلمّا اتسعت الدائرة كان لطف المسمع والمنظر، فتباينت الأسماع والأنظار.

الجملة التي ينظر في نظمها الترتيبيّ في بناء الآية قد تكون جملة مديدة تحتضن في رحمها جملا صغرى عديدة ترتبط بها ارتباطا تركيبيا عماده العلائق النحوية،

والذي يعنينا هنا هو علائق الجمل النحوية القائمة من النظم التركيبي لتشكِّل بما بينها من نظم ترتيبيِّ آية من آيات السورة، فذلك هو الذي يكون فيه النظم الترتيبيّ.

وهذا القائم بين الجمل في بناء الآية هو أضيق مجالات النظم الترتيبي الذي قد تتسع مجالاته لنظم الآيات في بناء المعاقد ونظم المعاقد في بناء السورة، ثُمّ نظم السور وترتيبها لتحقيق السياق الترتيليّ للقرآن الكريم المستفتح تلاوته بسورة الفاتحة والمتختتم تلاوة بسورة النَّاس، وقد سبق أن نظرت في ما هو أعلى من مجال النظم الترتيبي بين الجمل لبناء الآية.

الآية القرآنية قد تتشكل من مجموع جمل نحوية لكل جملة منها استقلالها الإعرابيّ، ولكنَّها برغم من ذلك لا يتم معنى الكلام إلا بمجموع هذه الجملة النحوية، ولا يتأتي لك الوقوف على تمام المعنى البيانيّ من الكلام إلا بمجموع هذه الجملة النحوية.

آية الكرسي إذا نظرت فيها ألفيتها تسع جمل نحوية أو عشر جمل إذا ما قلنا إنّ اسم الجلالة جملة حذف أحد ركنيها ودل عليه السؤال المقدر: لمن المَلك اليوم؟ وهو ما ذهب إليه البقاعي،.

المعنى النحوي في كل جملة لا يفتقر إلى السابق عليه عند النحاة وإن تناسل منه

<<  <   >  >>