للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والمرتب على عكسه

وليس فيه نشر مختلط والذي يمكن تسميته مشوّشا.

المهم أنَّ اللف والنشر وإن كان من المحسنات البديعية عند المتأخرين وهو مما انتبه إليه الأقدمون منذ المبرد (١) فإنّه داخل في النظم التركيبي.

في تأويل قول الله - سبحانه وتعالى -

{أمْ حَسِبْتُمْ أنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأسَاءُ والضَّرَّاء وَزُلْزِلُوا حتَّى يَقُول الرَّسُولُ والَّذِينَ آمًَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللهِ ألا إنَّ نصْرَ اللهِ قريبٌ * يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أنْفَقْتُمْ مِن خَيْرٍ فَلِلْوالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السّبيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بهِ عَلِيمٌ * كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَال وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أنْ تكْرَهُوا شَيْئًا وَهُو خَيْرُ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكمْ وَاللهُ يَعلمُ وَأَتتُمْ لا تَعْلَمونَ}

يذهب "البقاعيّ" إلى أنَّ في ألآية لفًا ونشرًا مشوّشًا: ذكر في الآية الأولى البأساء والضرّاء على هذا الترتيب، وفي الثانية ذكر الإنفاق، وهو يناسب الضرّاء، وفي الثالثة ذكر القتال، وهو يناسب البأساء، يقول:


(١) - يقول المبرد: " والعرب تلف الخبرين المختلفين ثُمّ ترمي بتفسيرهما جملة ثقة بأنَّ السامع يردّ إلى كلّ خبره " (الكامل:١/٧٥) ويقول: (العربي الفصيح الفطن اللقن يرمي بالقول مفهوما، ويرى ما بعد ذلك من التكرير عيًّا، قال الله - جل جلاله - وله المثلُ الأعلى: " ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله) (القصص:٧٣) علما بأن المخاطبين يعرفون وقت السكون ووقت الاكتساب " (الكتاب:٢/٣٦- المكتبة التجارية الكبرى -القاهرة سنة١٣٥٥هـ..

<<  <   >  >>