وفي هذا العدول منهم عن الكلمة التى اصطفاها النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى تلك الكلمة البغيضة إيماء إلى دعوتهم إلى العدول عما دعا إليه - صلى الله عليه وسلم - إلى ما كان عليه أجدادهم، وهذا يصوِّرُ ما يَعْتلِجُ في صدورهم من النفاق، وقد صدق الله - سبحانه وتعالى -: {.... فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ}(محمد:٣٠)
فهذه الكلمة في سياق تثبيط المنافقين لعزائم المسلمين بالغة الأنس بمقامها، فهي الكلمة التى هي أخصُّ بذلك المعنى وأتمُّ له وأكشفُ عنه، وهي الفاضحة ما يجتهد المنافقون في كفره وستره
وفي ملاحظة "البقاعي" تلك الإشارة القرآنية نقضٌ ما يعيب به بعض المحدثين تراثنا أنَّ أصحابه في فقههم البيانيّ لايلاحظون مطابقة البيان الأحوال الداخلية التى تمر بها نفوس المتكلمين،، فيلتقطون الأسرار النفسية من بين ثنايا الأسرار اللغوية.
***
ويلمح " البقاعيُّ" في اصطفاء كلمة أخرى ما يكشف عن حقيقة عقول المنافقين في سياق السورة نفسها في قول الله - جل جلاله -: