عمل بالتدريس في "البرقوقية" و" الأشرفية" مدرسة ابن غراب" وكان خطيب الأزهر وكان كما يقول "السخاوي" " إماما علامة، غاية في التحقيق وجودة الفكر والتوفيق مزيحا للمشكلات بعَلِىِّ عباراته ومريحا من التعب بواضح إشاراته وفكره الثاقب غاية في الاستقامة....صار شيخ الفنون بلا مدافعة ... لايتوقف في ذلك إلا حاسد أو مفتر"
"وسئل”الكمال بن الهمام" عن التفضيل بينه وبين "الزين التفهني" في الأصول، فقال: التفهني كان عالما بأصول مذهبه وأما هذا فبالأصول كلها "
كتب على المنهاج للنووي قطعا متفرقة كثر اعتناؤه فيها بدفع كلام الأسنوي، وعمل ذيلا ونكتا على "المهمات"(١)
*****
ابن حجر العسقلاني:
أبو الفضل الشهاب: أحمد بن عليّ بن محمد بن محمد بن على بن أحمد العسقلاني المصري (٧٧٣-٨٥٢)
من شيوخه" العزبن جماعة""وعليه أخذ غالب العلوم الآلية والأصولية كالمنهاج وجمع الجوامع، وشرح المختصر والمطول" ومن شيوخه في اللغة "الفيروزبادي" صاحب "القاموس المحيط" ولكنه أغرم بفنّ الحديث وعلوم السنة فانصرف إليها ولازم "الزبن العراقي" وحمل عنه علما عظيما نافعا سندا ومتنا وعللا واصطلاحا فكان ابن حجرالشيخ المشار إليه في هذا.
وقد ارتحل في طلب العلم شأن كثير من طلاب عصره فسافر إلى مكة واليمن والحجاز والشام، وتصدى للتأليف ونشر الحديث وعلومه
ومن أعظم شروح البخاري وأشهرها شرحه " فتح الباري"شرع في إملائه سنة سبع عشرة وثمان مئة، ثم استمر يكتب بيده ويداوله بين طلاب العلم شيئا فشيئا إلى أن انتهى منه في أول شهر رجب من سنة أربع وعشرين وثمان مئة, وفي آخر مجلس من مجالس الشرح أعدَّ "ابن حجر" وليمة عظيمة استغرقت خمس مئة دينار فاجتمع الناس وكان يوما مشهودا وقال فيه الشعراء فأكثروا وفرق عليهم الذهب، وكان "البقاعي" ممن أنشد قصيدة في هذا المحفل المهيب مطلعها:
(١) – عنوان الزمان:٤/٦٥، الذيل على رفع الإصر: ٢٧٨ شذرات الذهب:٧/٢٦٨