للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عنى بالفقه والحديث والقراءات، وكان متعصبا لشيخه البقاعي ملازما له ينافح عنه، أخذ عنه في ألفية الحديث، وكتب من تفسيره، ولي مشيخة الإقراء بجامع بني أمية، وبدار الحديث الأشرفية، وبتربة الأشرفية، وبتربة أم صالح بعد شيخه البقاعي وقد صار من بعده شيخ القراء في دمشق (١)

الشمس الدلجي:

محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الدبلجي الشافعي (٨٦٠- ٩٤٧)

عنى بالفقه والحديث وله من المتصانيف:

شرح على "الخزرجية"

وشرح على الأربعين النووية

وشرح على الشفا للقاضي عياض

واختصر المنهاج والمقاصد وسماه مقاصد المقاصد،

وشرح هذا المختصر (٢)

يقول ابن حجر الهيثمي عنه" كان أعطي في العلوم الشرعية والعقلية من متانة التصنيف وقوة السبك ما لم يعط أحد من أهل زمانه "

ويقول عنه أيضا: " صنف في فن الفقه تصانيف تضاهي تصانيف السعد التفتازاني وغيره من بلاغته وحسن سبكه وجودة تراكيبها، لكن لم يعبأ أحدبها، ولم يلتفت إليها بل الناس عنها في غاية الإعراض "، ويعلل "ابن حجر الهيثمي ذلك بقوله:

" إنَّ هذا الشيخ لم يكن يعتقد في "ابن عربي "صاحب الفتوحات المكية، كشيخه " البقاعي" فعوقب بنزع البركة من مؤلفاته " (٣)

وهذا من الهيثمي ضلال وإضلال، وكأنَّ الاعتقاد في "ابن عربي" هو مفتاح النفع به، وهذا ما لا يقوله منصف ولا يقبله عاقل ٠

إنَّ معيار الانتفاع بالعلم هو الإخلاص لله رب العالمين فيه.

وماذا يقول "الهيثمي" في ابن تيمية " و"ابن القيم" ألا يُنتفَعُ بما تركا من علوم أم كانا ممن يعتقد في "ابن عربي" الذي أَعْتَقِدُ انَّه هو لا يعتقد في نفسه، فإنّه أخْبَرُ بحال نفسه من غيره؟

لا يقرأ عاقل شيئا من كتاب " فصوص الحكم" ويبقى في صدره أثارة من اعتقاد أنَّ كاتبََه على صواب فيما سوَّد به صحائف الكتاب، وصحائفه هو أيضًا

***


(١) - عنوان الزمان للبقاعي: ج٤/٣٨٧
(٢) - شذرات الذهب:٨/٢٧٠
(٣) - الفتاوى الحديثية: ص ٥٤

<<  <   >  >>