للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إنَّ على كلّ عالم أن يربّي تلاميذه على أنَّ مثاقفة الآخر بقلب مفتوح واعٍ غير منبهر بهالات التقديس وجلبة الدعاية الجوفاء إنما هي فريضة دعوية.

أنت لا تسطيع أن تدعو الآخر إلى الحق الذي معك إلا إذا كنت على عِرفانٍ بالغٍ بعقلِ ذلك الآخر وثقافته ومنهاج تفكيره، لتعرف وجه إعراضه عن الحق الذي معك:

أسبب ذلك الإعراض فيما معك أم في منهاجك في الدعوة إليه أم في ملابسات تكتنف ذلك الآخر تحجزه عن أنْ يحسن الاستماع إليك أم في أمر قائم في قلبه يحجزه عن ذلك الحق، وإن سلكت كل سبل الدعوة إلى الحق بالحكمة والموعظة الحسنة،وإن أحسنت مجادلة بالتي هي أحسن؟

كلّ ذلك لن تقف عليه إلا بإحسان مثاقفة الآخر، وفي ذلك الإحسان عون على تحقيق ما يرادُ منك لتكون بحق من ورثة النبوة.

<<  <   >  >>