للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال: " أمدنى فيه- والحمد لله- تأييد سماويّ، فجعلته كالرديف لتفسير القاضي ناصر الدين البيضاوي، ولعل تسهيله كان ببركة مبشرة من آثار النبوة رأيتها في صباي، وأنا في حدود العاشرة من ستي في قريتنا من بلاد البقاع ... ) (١)

وقال عنه: (التفسير الذي لم تسمح الأعصار بمثله، ولا فاض عليها من التفاسير على كثرة أعدادها كَصَيِّبِ وَبْلِهِ) (٢)

وهو يذكر في آخره مدحا له قصيدة من مجزوء الرجز يقول:

(وقد قلت مادحا للكتاب المذكور بما أبان عنه من عجائب المقدور وغرائب الأمور شارحا لحالي وحالهم، وظفر آمالي وخيبة آمالهم من مجزوء "الرجز" وضربه مقطوع والقافية متواتر مطلق مجرد، مسميا له بـ"كتاب لمَّا" لأنَّ جلّ مقصوده بيان ارتباط الجمل بعضها ببعض حتى إنَّ كلّ جملة تكون آخذة بحُجزة ما أمامها متصلة بها، وذلك هو المظهر المقصود من الكلام وسره ولبابه الذي هو للكلام بمنزلة الروح وبيان معاني المفردات، وكلّ جملة على حيالها بمنزلة الجسد فالروح هو المقصود الأعظم يدرك ذلك من يذوق وبفهم، ويسري ذهنه في ميادين التراكيب ويعلم

و" لمّا " ظرف يراد بها ثبوت الثاني مما دخل عليه بثبوت الأول على غاية المكنة بمعنى أنها كالشرط تطلب جملتين يلزم لذلك الملزوم، فتمَّ الكتاب في هذا النظم بـ"لمَّا" لأنّي أكثرت من استعمالها فيه لهذا الغرض (٣)

ومما قاله عن تفسيره في كتابه " مصاعد النظر":


(١) – السابق:١/٤
(٢) – السابق:٢٢/٤٤٣
(٣) – السابق:٢٢/ ٤٤٦

<<  <   >  >>