للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال البقاعيّ عن عنايته هذا التفسير بتناسب الآيات والسور: " وفي خزانة جامع الحاكم كثير منه، فطلبت منه جزءًا فرأيتُ الأمرَ كذلك بالنسبة إلى الآيات لا جملها وإلى القصص لاجميع آياتها، ومن نظر في كتابي هذا مع غيره علم النسبة بينهما " (١)

وقال: " ولقد شافَهَنِى بعضُ فضلاءِ العجمِ، وقد سألته عن شيءٍ من ذلك , فرآه مُشكلا، ثمّ قرَّرْتُ إليه وَجْهَ مناسبتِه، وسألتُه: هل وضُح له؟ فقال: يا سيدي كلامُك هذا يتَسابَقُ إلى الذِّهنِ ٠

فلا تظُنَّنَ أيها الناظرُ لكتابي هذا أنَّ المناسبات كانت كذلك قبل الكشف لقِناعِها، والرَّفعِ لستُورِها، فربَّ آيةٍ أقمتُ في تأَمُّلِها شهورًا منها:

{وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (آل عمران:١٢١)

ومنها {وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ....} (النساء: من الآية١٢٧)

{يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلالَةِ ... } (النساء: من الآية١٧٦)

ومن أراد تصديق ذلك، فليتأمل شيئا من الآيات قبل أن ينظر ما قلته، ثُمّ لينظره يظهر له ما تعبت فيه، وما حصل من قبل الله - سبحانه وتعالى -، ومن العون سواء كان ظهره وجه ذلك عند تأمله أوْ لا، وكذا إذا رأى ما ذكر غيري من مناسبات بعض الآيات " (٢)

وقال أيضًا: ولا تنكشف هذه الأغراض أتَمَّ انكشاف إلا لمن خاض غمرة هذا الكتاب، وصار من أوله وآخره وأثنائه على ثقة وصواب، وما يذكر إلا أولو الألباب

وقد ذكر الزركشي نحو أربع ورقات من مناسبات بعض الآيات، وإذا تأملتها عَظُمَ عندك ما في هذا البحر الزَّاخر من نفائس الجواهر " (٣)


(١) – السابق:١/١٠
(٢) – السابق:١/١٤ – ١٥
(٣) – السابق:١/١٦

<<  <   >  >>