للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا الذي ذكرته بعض ثناء عَصْرِيِّه من أهل العلم أمَّا ثناء العلماء من بعده علي هذا التفسير فإنه جد كثير لايتسع المقام لذكره، وكيفيك أن تنظر ما قاله "ابن حجر الهيثمي المكي " وهو من المعاندين للبقاعي في موقفه من ابن الفارض وابن عربي، وما قال الشوكانيّ عن تفسير البقاعيّ على الرغم من أنَّ الشوكَانِيّ لا يأخذ بمذهب تناسب الآيات والسور..

يقول الشوكانيّ: " ومن أمعن النظر في كتابه ... في التفسير الذي جعله في المناسبات بين الآي والسور علم أنّه من أوعية العلم المفرطين في الذكاء الجامعين بين علم المعقول والمنقول.

وكثيرا ما يشكل عليَّ شيءٌ في الكتاب فأرجع إلى مطولات التفسير ومختصراتها فلا أجد ما يشفي، وأرجع إلى هذا الكتاب – نظم الدرر – فأجد فيه ما يفيد في الغالب " (١) .

***

((المعارضون))

كان على رأس معارضي البقاعي قرينه "شمس الدين السخاوي": محمد بن عبد الرحمن بن محمد (ت:٩٠٢) وكان يذهب إلى أنَّ البقاعي قد اجترأ على كتاب الله - سبحانه وتعالى - بتفسيره هذا وأنَّه قد اعتمد على النقل من التوراة والإنجيل في تفسيره، فألف "السخاوي" كتابه: " الأصل الأصيل في تحريم النقل من التوراة والإنجيل" (٢)

وكان "البدر بن القطان" من أشد المناوئين للبقاعيّ، وقد احتدمت الملاحاة بينهما فهجاه "البقاعي" بما ينفر المرء عن ذكره (٣)

وخلاصة ما اعترض به المناوؤن على تفسيره:

هذا كتاب لا يحل بقاؤه في الناس لأنه قسمان:

- نقل من الكتب القديمة المحرفة: التوراة والإنجيل والزبور، وهذا لايحل

- كلام من عند نفسه فهو تفسير بالرأي لايحل

أنه سطا على مقولات غيره فنسبها إلى نفسه

لا حاجة إلي مثل هذا التفسير ولا معولّ عليه ولا يسدّ نقصًا في غيره


(١) - البدر الطالع:١/١٠٢
(٢) – الضوء اللامع:١/١٠٢
(٣) – الأقوال القويمة في حكم النقل من الكتب القديمة، للبقاعيّ: ص /٩ - مخطوط

<<  <   >  >>